03 - 06 - 2025

ماستر سين | 76 عاما على رحيل نجيب الريحاني

ماستر سين | 76 عاما على رحيل نجيب الريحاني

صاحب مدرسة مسرحية وتجربة رائدة، تنبأ بموعد وفاته وكتب نعيه بنفسه ونشره في الصحف، تزوج من بديعة مصابني وأحب ليلى مراد وظهرت له ابنة بعد وفاته بنصف قرن من الزمان، ربما تكون هذه الكلمات القليلة تلخص حياة نجيب الريحاني وقصة تنبؤه بموعد وفاته، في الذكرى الـ76 لوفاته التي تحل 8 يونيو الجاري (الوفاة العام 1949 بعد تصوير آخر مشاهده في فيلم أنور وجدي وليلى مراد غزل البنات).

60000 سلامة!

كان الريحاني كتب نعيا لنفسه قبل وفاته بـ15 يوما، تحت عنوان "في ستين ألف سلامة نجيب الريحاني"، قصة هذا النعى ترجع لكلبته المخلصة "ريتا" التي كان يحبها حبا كبيرا، ويظن البعض أنه توفي حزنا عليها وليس فقط بسبب مرض التيفود.

العم نجيب الريحاني كان متعلقا بكلبته وكان يصفها أنها أصدق مخلوق قابله في حياته، شاركته في كل شيء، عندما كان يلعب "طاولة" في القهوة تجلس بجواره على الكرسي مثلها مثل أي شخص في المكان، إذا كان الحظ معه خلال اللعب تبتهج الكلبة التي لازمته طوال حياته، أما إذا خسر فإنها تزمجر غضبا!.

لم تتركه "ريتا" في أي مكان، في المصيف، في العمل، أو خلال التصوير السينمائي، حتى أنها شاركته في بعض المشاهد، وكان يقول عنها إنها تفهم المطلوب منها أكثر من بعض الفنانين ولا تتعبه أبدا.

وذات يوم عندما سافر الريحاني خارج مصر أوصى العاملين في منزله عليها، وعندما عاد عاتبته "ريتا" وخاصمته لفترة ولم تركض نحوه كما كان يتوقع، لذا ظل كثيرا يحاول مراضاتها.

حتى ماتت ريتا، وحزن عليها نجيب الريحاني كثيرا وكتب عنها مقاله نعاها، ونعى نفسه أيضا، وفعلا بعدها بأيام توفي.

ومن أكبر المفاجآت في حياة نجيب الريحاني هو ظهور ابنته "جينا" بعد سنوات طويلة من وفاته في مفاجأة للجمهور، التقيت بها في العام 2009 وكانت تسمعني أكثر مما تتكلم وكانت تتردد على مكتبي إسبوعيا تقرأ وتسمع في نهم عن والدها، سألتها لماذا لم تظهر طوال كل هذه السنوات، فأوضحت أنها كانت متزوجة من رجل مصري صعيدي شهم وغيور، رفض أن تظهر إعلاميا، أخبرتني أنها ظهرت لأنها تريد أن تكرم اسم والدها نجيب الريحاني.

وحكت "جينا" أن والدها تزوج من والدتها التي كانت تدعى "لوسي" في فرنسا، وجاءت وعاشت في جاردن سيتي في السر، وذلك لأنه كان مسيحيا ومتزوجا من بديعة مصابني، ولا يمكنه الجمع بين زوجتين، لذا تزوج لمدة 11 عاما من والدتها دون أن يخبر أحدا، وتوقفت عن الزيارات وتوقفت عن الحكي والإصغاء دون أن ألمس جديدا في إحياء ذكراه ولكن الحقيقة أن أفلامه وتراثه سيبقيانه أيد الدهر.
--------------------------
بقلم: طاهـر البهـي


مقالات اخرى للكاتب

ماستر سين | 76 عاما على رحيل نجيب الريحاني